2022/11/07
يعد كوكب عطارد أصغر الكواكب في المجموعة الشمسيّة وأقربها إلى الشمس، بمسافة تقدّر تقريبًا بـ 58 مليون كم، أي ما يُقدر بـ 3.2 دقيقة ضوئية، حيث يمكن رؤية الشمس من سطح كوكب عطارد أكبر بثلاث مرّات مما هي عليه على سطح كوكب الأرض، وعلى الرغم من كل ذلك؛ إلّا أن كوكب عطارد لا يعتبر أشدّ الكواكب حرارة، إنّما كوكب الزهرة
لماذا كوكب عطارد لا يحترق؟
يعدّ كوكب عطارد أقرب الكواكب إلى الشمس وأصغرها حجمًا، إلّا أن هذا لا يؤدّي إلى احتراق الكوكب أو انصهار سطحه، ويعود ذلك إلى عدّة أسباب متعلّقة بتركيبته وغلافه الجوّي، ومن ضمن هذه الأسباب ما يلي
عدم امتلاكه غلافًا جويًا: يسمح الغلاف الجوي عادةً بدخول الحرارة إلى الكواكب، لكن كوكب عطارد لا يمتلك أي غلاف جوّي يحيط به نظرًا لعدم قدرة قوة جاذبيته على الاحتفاظ بأي طبقة غلاف جوي لفترات من الزمن، وذلك بسبب ضآلة حجمه ودرجة حرارته المرتفعة.
وجود طبقة الإكسوسفير: يحتفظ كوكب عطارد بطبقة رفيعة من الإكسوسفير، وعادةً ما تكون هذه الطبقة آخر طبقات الغلاف الجوي والتي تتكوّن من 42% من الأوكسجين، و29% من الصوديوم، و22% من الهيدروجين، و6% من الهيليوم، و0.5% من البوتاسيوم، بالإضافة إلى جزء بسيط من الأرغون، والماء، وثاني أكسيد الكربون، والكريبتون، والزينون، والنيتروجين، وغاز النيون، حيث تعتبر هذه الطبقة غير قادرة على إدخال الحرارة والاحتفاظ بها داخل الكوكب.
تَكوّنه من الصخور: يتكون كوكب عطارد من الصخور باعتباره أحد الكواكب الأرضيّة، كما تقدّر درجة الحرارة على سطحه ب 430 درجة مئوية، ومن المؤكّد أنها أعلى من درجة الحرارة على كوكب الأرض؛ مما قد تؤدي إلى انصهار بعض المعادن كالرصاص، إلا أن درجة الحرارة المناسبة لصهر الصخور ترتفع عن 600 درجة مئوية، لهذا تعتبر درجة الحرارة على سطح الكوكب سببًا رئيسيًّا في عدم انصهاره أو احتراقه.
حرارة كوكب عطارد
تتراوح المسافة بين كوكب عطارد والشمس أثناء دورانه حولها بين 46 مليون كم و70 مليون كم، ويشير هذا التفاوت الكبير في المسافة إلى تعرض الكوكب لدرجات حرارة مختلفة تمامًا، فقد تصل درجة الحرارة في النهار إلى 427 درجة مئوية بينما تصل في الليل إلى -180 درجة مئوية، حيث يقدّر معدّل درجة الحرارة على سطح الكوكب بـ 167 درجة مئوية، كما يدور كوكب عطارد حول الشمس بشكل سريع وبمدار إهليجي الشكل والذي يعدّ أكثر المدرارات انحرافًا بين الكواكب؛ مما يساهم أيضًا بالتفاوت في درجات الحرارة، ويستغرق الكوكب 88 يومًا أرضيًّا ليكمل دورته بما يساوي سنة فلكية في عطارد.[٥][٦]
تشكل الجليد على كوكب عطارد
يتفاجأ الجميع عند معرفتهم بوجود الجليد على سطح كوكب عطارد لاعتقادهم باستحالة ذلك بسبب كونه أقرب الكواكب إلى الشمس، ولكن يوجد الجليد على القطبين الشمالي والجنوبي داخل الفوّهات على سطح الكوكب؛ ويعود ذلك إلى عدة أسباب، أهمّها عدم وجود غلاف جوّي يحتفظ بحرارة الكوكب، بالإضافة إلى بقاء الأقطاب باردة بسبب عدم تعرّضها المباشر إلى أشعة الشمس، وتنشأ هذه المياه الجليدية من غازات الكواكب الأخرى، ونتيجة تصادم بعض الشظايا النيزكيّة، وقد تم رصد كل هذه المعلومات والأدلّة حول الجليد على كوكب عطارد من قبل مركبة فضائية لناسا تدعى بماسنجر والتي قامت بالدوران حول الكوكب عام 2011م.[٧][٨]
حقائق عن كوكب عطارد
يمتلك كوكب عطارد حقائق مثيرة حول سطحه وتركيبه الداخلي والجيولوجي ومن ضمنها ما يلي:[٩][١٠]
يمتلك كوكب عطارد الكثير من الفوّهات الصدميّة المنتشرة على سطح الكوكب، والتي تكوّنت بسبب تصادم النيازك والكويكبات معه، وعلى خلاف الكواكب الأخرى لا يستطيع كوكب عطارد إصلاح آثار الاصطدامات، كما يعدّ حوض كالوريس أشهر هذه الفوّهات وأكبرها في المجموعة الشمسيّة؛ حيث يبلغ قطره 1,550 كم.
تنتشر السهول المنبسطة على سطح كوكب عطارد نتيجة الحمم البركانية القديمة التي تشير إلى النشاط البركاني قديمًا، وتتوزّع أيضًا المنحدرات بشكل طولي وعرضي على سطح الكوكب؛ وذلك نتيجة الانحناءات على السطح الناجمة عن انكماش الكوكب؛ حيث تشير التقديرات إلى تقلّص قطر الكوكب 1.5 كم.
يعدّ كوكب عطارد أحد الكواكب الأرضية الأربعة وأصغرها، ويبلغ قطره 4,879 كم عند خط الاستواء، ويتكوّن الكوكب من 70% من المعدن، و30% من مادة السيليكات، ولهذا يعتبر ثاني أكثر الكواكب كثافة بعد كوكب الأرض؛ حيث تبلغ كثافته 5,540 كجم/م3.
يتكوّن كوكب عطارد من 3 طبقات، وهي: النواة ويبلغ قطرها 3,600 كم، وتحيطها طبقة الستار بطول 600 كم، وبعدها القشرة الخارجية والتي يُعتقد أنّ سمكها يتراوح ما بين 100-300 كم.